لفت مصدر مُطلع في حديث لـ"الديار" إلى أنّ "أكثر من مجموعة إرهابيّة تنتمي إلى جُند الشام وجماعة أحمد الأسير وغيرهما من التنظيمات السلفيّة التكفيريّة، ترغب بشدّة بالخروج من مخيّم عين الحلوة في حال إنتهت المعركة الحالية بين الجيش اللبناني ومُسلّحي داعش في الجرود إلى تسوية تقضي بالإنسحاب الكامل من المنطقة الجرديّة إلى مكان يُتفق عليه في العمق السوري، وهي تعتبر أنّ الفرصة هذه المرّة قد تكون الأخيرة، بعد تبدّد فرصتها بالرحيل عند إنسحاب مُسلّحي جبهة النصرة من جرود عرسال.
ولفت المصدر إلى أنّ "أسماء إرهابيّة على غرار أسامة الشهابي ورائد جوهر وهيثم الشعبي وشادي المولوي وغيرهم، حاولوا منذ أسابيع أن تشملهم صفقة خروج مُسلّحي "جبهة النصرة" من جرود عرسال إلى إدلب، وهم تواصلوا مع كل من السفير الفلسطيني أشرف دبور، وقائد "القوّة الأمنيّة الفلسطينيّة المُشتركة" اللواء منير المقدح، وقائد "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب لهذه الغاية، لكنّ النتائج جاءت مخيّبة نتيجة رفض السُلطات اللبنانيّة أن تشمل الصفقة أي إرهابي داخل "عين الحلوة"، مشيرا إلى ان "مُحاولات جديدة تجري في هذا السياق، بالتزامن مع معركة الجرود بجزئها الثاني إذا جاز التعبير".
وكشف المصدر المُطلع أنّ مصلحة تنظيم "داعش" الإرهابي في الجرود تقاطعت مع مصلحة الإسلاميّين التكفيريّين والسلفيّين المَوجودين في المخيّم المُحاصر بإحكام، حيث أنّ إرهابيّي تنظيم داعش المزعومة يُريدون أن يفتح إسلاميّو "عين الحلوة" معركة مع الجيش بموازاة معركة الجرود لتخفيف الضغط عنهم، في حين أنّ الإرهابيّين المطلوبين للقضاء وللأمن اللبنانيّين داخل المخيّم المذكور، يُريدون من جهّتهم توتير الوضع الأمني مع الجيش لتسليط الضوء على أوضاعهم، ولرفع فرصة أن تشملهم أي صفقة مُحتملة قد ينجح مُسلّحو "داعش" في الجرود، في الحُصول عليها في نهاية المطاف.